مبادئ في طبيعة النص القرآني من “رواق”

 

يمكن اعتبار هذه المادة من المحاولات الأولى في تأسيس ما يمكن أن نسميه (طبيعة النص القرآني)

الخطوة الاولى قبل الحديث عن أي شيء يتعلق بالقرآن الكريم، هي تحديد ماهيّة (القرآن) في أذهاننا، أي ما هو القرآن، وماهي طبيعته، بعد هذا يأتي كل الكلام عن تفسير القرآن وتأويله وتدبره، وصلاحيته لكل زمان ومكان، وهدايته.. لكن في البدء لابد من الحديث عن طبيعته، لذلك فهذه المادة تعتبر الخطوة الأولى التي يجب تأسيسها، قبل الانتقال إلى أي شيء آخر يتعلق بالقرآن الكريم.

سنتناول في هذه المادة عدة قضايا، أولها ما الذي يعنيه أن يكون القرآن نزل بلغة العرب، مامعنى أن يكون القرآن لغة، لو تتبعنا هذه الطبيعة اللغوية للقرآن، فما الذي سيترتب على ذلك؟ حاول المفسرون قديما ملاحظة علاقة القرآن بالزمان والمكان أو بالثقافة التي نزل فيها، فتحدثوا مثلا عن أسباب النزول والمكي والمدني.. فإلى أي حد تُعدّ هذه العلاقة مؤثرة، وإلى أي مدى يمكن تطويرها؟ وما علاقة ذك بـ (التاريخية) التي يتحدث عنها المعاصرون؟

كثير من المعاصرين يفضل أن يبني تصوره للقرآن على الجانب العقدي، فيعود إلى مسألة الوحي، وإلى مسألة هل القرآن كلام الله أم مخلوق.. إلى أي مدى هذا التصور سيؤثر في طبيعة النص، وهل هو فعلا مؤثر؟!

أكثر القضايا التباسا هي كون القرآن نزل بالأحرف السبعة، ثم القراءات المتواترة والآحاد.. ماعلاقة كل ذلك بطبيعة القرآن؟

من القضايا الرئيسية التي سنتناولها أيضا هي القرآن في زمن التنزيل في عصر النبوة، والقرآن بعد عصر النبوة.. ما الفرق بين الطبيعتين؟ وإلى أي مدى هذا مؤثر في تأويلنا وفهمنا للقرآن الكريم.

كل هذا إذا لم يكن واضحا في أذهاننا، بحيث يصبح لدينا تصور واضح نقبض عليه ونسميه (طبيعة النص القرآني)، فسيكون كل ما بعده عرضة للتناقض والنقص والاضطراب، لذلك هذه المادة هو الخطوة الأولى والأساسية


 

عن المحاضر
Medium_image
د. مصطفى الحسن

أستاذ التفسير وعلوم القرآن

  • من مواليد عام 1396هـ -1976م
  • حاصل على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن من جامعة اليرموك بالأردن 2012م.
  • حاصل على درجة الماجستير في علم التفسير من الجامعة الأردنية بعمان 2004م.
  • مهتم بالفكر الإسلامي والتجديد الديني خصوصا، وألقى عدة دورات وكتب عدة مقالات وأشرف وشارك على عدة بحوث في هذا المجال.
  • صدر له كتابان: (الدين والنص والحقيقة، قراءة تحليلية في فكر محمد أركون)، (النص والتراث، قراءة تحليلية في فكر نصر أبو زيد(.
  • كاتب مقال أسبوعي في صفحة الرأي في صحيفة اليوم.
  • معك في تويتر: @alhasanmm
  • البريد الالكتروني: mustafabox (at) gmail.com
  • الموقع الالكتروني

منهج المادة
  • القرآن ذو طبيعة لغوية
    • مامعنى أن يكون القرآن لغة، وكيف تطور تصور الإنسان للغة من وصفها أداة للتواصل وحسب إلى وصفها بنية، وإلى أي حد هي تعد بنية مستقلة.
    • تفريق دو سوسير بين الدال والمدلول، وكيف أثرت فلسفته فيمن بعده، ثم كيف أسّس ذلك للعلاقة الوثيقة بين اللغة والزمان والمكان.
  • علاقة اللغة بالزمان والمكان أو (التاريخية)
    • علاقة الكلمة بالثقافة التي أنتجتها، وكيف تكون اللغة مخزنا للثقافة، وكيف ينتج الإنسان اللغة وهي تنتج ثقافته.
    • كيف يمكن استخراج (رؤية العالم) لأي ثقافة من نصوصهم، وكيف يمكن فهم نصوصهم من سياقاتهم التاريخية.
    • بعض النظريات التاريخية المعاصرة وتوظيفها في فهم القرآن الكريم، عرض ونقد
    • التصور العقدي للقرآن، طرح نصر أبو زيد أنموذجا، هل التصور العقدي مؤثر في الطبيعة القرآنية، وهل هو يؤثر في العملية التأويلية خصوصا.
  • الأحرف السبعة
    • الطبيعة الشفهية لمجتمع الجزيرة العربية.
    • قصة الأحرف السبعة، معناها، وكيف نزل القرآن بها، وما أثر ذلك.
    • كيف تم تجاوزها من خلال المصحف العثماني، ثم كيف نشأت القراءات بعد ذلك.
    • ما العلاقة بين الأحرف السبعة والقراءات، وما أثر ذلك على تصورنا للقرآن، وعلى التأويل خصوصا.
  • القرآن في عصر النبوة وما بعد عصر النبوة
    • الفرق بين القرآن وهو ينزل مفرقا على الرسول عليه الصلاة والسلام، والقرآن حين وصل إلينا كاملا وقد أعاد الرسول عليه الصلاة والسلام ترتيبه، ولم يعد الرسول بيننا.
    • الفرق بين تلقي الرسول للقرآن وحيا وتلقي الصحابة له مشافهة، وبين تعاملنا مع القرآن (كتابا).
    • هل يمكن التعامل مع القرآن كما تعامل معه المعاصرون له، أي التعامل معه كأنه ينزل الآن، أو وفق ترتيب نزوله بدلا من ترتيبه في المصحف.

  الرجوع إلى